صديقي الخارق

عندما كنت في المرحلة الإبتدائية , المرحلة التي تعرفت بها على صديقي الرائع أحمد ,

 كان متفوق و ذو أخلاق طيبة جعلته يتصدر قلوب والديي ,

 كنت وقتها أعاني من ضعف في مادة اللغة الانجليزية و بما أنه صديقي فقد كان يساعدني في حل

 فروضي المدرسية وفي أحد الأيام اتصل به لكي يملي على بعضا من الجمل و بينما أنا أحاول أن

 اكتب لاحظت والدتي صعوبتي في الكتابة و كانت تعلم مستواي الخارق في اللغة الانجليزية 

فأخذت مني الهاتف و حلت الموضوع بسلام ..

بعد إنتهاء والدتي في حل الفرض المنزلي جري هذا الحوار بيني وبين والدتي .. 

أمي :  لماذا لا تتنافس مع أحمد و تصبح أنت و هو الأوائل على المدرسة ..

أنا : ماذا تقولين يا أمي ؟ هذا شئ مستحيل .

أمي : لماذا مستحيل ؟

أنا : لأن أحمد متفوقا من الصف الأول و حتى الأن .

أمي : و ما الخلل في ذلك ؟

أنا : كيف في يوم و ضحاها أنافسه يا أمي .

أمي : آآآ  لقد تذكرت من هو أحمد .. ذو الأربعة أعين و صاحب العشرون أصبع

أنا : لااا يا أمي .. أحمد لديه فقط عينين و عشرة أصابع مثلي تماما

أمي : كيف يكون مثلك و لا يملك شي خارق يجعلك تقول مستحيل أن انافسه

أنا : ..... ( في حالة دهشة ) ... هو لا يتغيب عن المدرسة.. ينتبه للمعلم في الفصل .. يحل الفروض أول بأول  ولا يتكاسل عنها ..

أمي : إذن المسألة ليست مستحيلة ثق بنفسك و نظم وقتك وسوف تصبح منافسا له

بعد هذا اليوم الذي لم انساه عرفت حقا كيف أمحو كلمة مستحيل من مخيلتي و أن أرى الأشياء من نظرة أوسع و أكثر ايجابية .. وكيف ممكن أن يحدث عندما تبسط الأمور والأفكار ترى العجائب ..

لقد تأثرت بهذا الموقف رغم صغر سني حينها .. إلا إني ما زلت إلى اليوم أراه كل يوم أمامي  ..

ليس هناك شي اسمه مستحيل .. 

كل مشكلة و لها حل طالما هناك بارق إرادة ..

 بعد هذا اليوم تطور مستواي بشكل كبير في جميع المواد الدراسية ..

شكرا صديقي أحمد .. 

فأنت كنت و ما زلت قدوة حسنة و يكفيني فخرا أننا أصدقاء حتى الآن 

و سنبقى بإذن الله بقية العمر ..